( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) ..جاءت الرسالة الإسلامية شاملة لكل صغيرة وكبيرة ،تنظم الكيانات في كل مكان وزمان ..هكذا هو دين الرحمة لم يغفل إقرار الحق ورسم السبيل إليه وفقا لمصادر التشريع المختلفة ..وان جئنا لنعرف الشمولية فهي احتواء وتضمن الرسالة الإسلامية لكل ما يمكن أن يحتاجه الإنسان ، شرط إن يحسن فهم مضمون ومقاصد ومفردات تلك الرسالة.. وهي رسالة تشمل شؤون الفرد وشؤون الأسرة وشؤون المجتمع وشؤون الأمة وشؤون الدولة وشؤون العلاقات الدولية. ويبدوا انه قد التبس علينا الحق فبتنا نرتاد حانات تبدوا لنا مقرا للراحة والاطمئنان وما هي إلا سبيل سقيم لن نجد فيه إلا السخط والباطل..يصور لنا القائمون على تلك الحانة بأنها الخلاص من الفرقة والطائفية وبأنها مظلة تحتوي تحتها الإنسان أيا كانت انتماءاته وجذوره..
ينتشر في تلك الحانة الداعية للسخرية دعوة مبطنة تقوم على قيام دولة مدنية انطلاقا من ان الدين لله والوطن للجميع ..ويتبادر لذهني سؤال حق غريب ما مرجعية هذه الدولة المدنية؟!!!
أصبح الوطن في أنظارهم لوحة فسيفساء لن تكتمل تفاصيلها إلا أن قامت على عقد اجتماعي لا على شريعة سماوية ..فهذا السقف ذو الظلال الوارفة حسب ما يدعون يحترم التعددية ويحمي الأقلية على خلاف دولة دينية عنصرية متعصبة يقودها فكر خشبي لرجال الدين..
لا استطيع في مقالي هذا إلا أن أرسل لذاك الصوت النشاز جملا واثقة مستقيمة لا خلاف عليها ولا جدل الاستسلام والانقياد لله هو أقصى ما نتمنى فنحن نقول سمعنا واطعنا لا سمعنا وعصينا ..وبما إنكم زينتم دعوتكم اليتيمة تلك بجمعها مع الإسلام وإعلان أنكم مسلمون ولا تقبلون المساس باعتقادكم ذاك فإننا معشر المسلمين نجيبكم تاليين على آذانكم المتسخة بالهراء
(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)
( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ)
اخلعوا جلبابا لا يليق بكم فأنتم عراة لا سند لكم ولا مسكن .والإسلام بريء مما تدعون .هدفكم تمييع الحق وفي ذلك سنعمل جاهدين على ردعكم . يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم« إنه لا يقوم بهذا الدين إلا من أحاطه من جميع جوانبه»
أخيرا كيف سنحافظ عن الإنسانية إن كانت غير مؤطرة؟تماما كما تساءل فرويد كيف نجعل الشهوة واعية.... وكما يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " العقل لا ينخدع