الخميس، يونيو 30، 2011

جلباب العقل (1)

الكيف المؤمن! تبعث فينا دوما رغبة في مد حبل وصال ثخين بالله ، ولذلك اعشوشب قلبي واكتنفني الإيمان تحت مظلته ، أخاطب القمة وازدري الجهل ، وابحث عن كل ما يجعلني تقية..أخشاه بوجل فما كان إلا أن حدثت نقطة التحول تلك حيث تنقلب الأمور رأسا على عقب فأرنو إلى المساحة الملتفة بالخمار وأثقل سبيل الترهات بمجرد نظرات دنيئة ...
عن ما أتحدث هنا؟! .. عزيزي القارئ إن الحب الذي قرأته أعلاه هو بفعل فاعل غير نصاب الأمور وألهمني 28 حرفا جديدا لأنظم باختلاف ولاستنشق الأشياء من حولي كما يجب،ولأتذوقها كما ينبغي، نظرتي للأشياء من حولي باتت سخية وحديثي يطرب لسماعه الكثيرين إن الفاعل الذي رفع الفعل أعلاه هو (النقاب )..
فيزيائيا أنا جسم يمتص الأشعة المبهجة واختزنها في عباءتي السوداء الواسعة لتثري روحي بالإيمان وقلبي بالإسلام المفرح..حقا الشعور بأنك تسير وهيئتك سليمة لا يقدر بثمن هيئتك التي كفل لك دينك قدرتها على أن تثنيك عن سفاسف الأمور خصوصا إن احترمتها ..فتغلف تفكيرك بشيء من الحرص على الوقوف عند الأشياء والتحقق من صحتها وجوازها ..قررت أخيرا أن ارتدي القطعة تلك فوجدتني البس أشياء أخرى معها ..ثقة لا تقدر بذهب وشعور يختلج أواصر الروح ليرتقي بك وبوجهتك ..
لكن و لأداة الاستدراك تلك تتمة بلون الإيضاح والتفسير تقول ماذا لو أنني كنت اطمح لمرتبة علية أو عمل مهم أو حتى القدرة على العطاء والعمل ..؟؟هل أنا مقبولة في مجتمعي؟ هل سأبدو ناجحة؟ جميلة هي الأسئلة التي تضع النقاط على الحروف وتثري الأبجدية الفكرية بنوع من التعليل الذي يصل بها إلى القناعة الموقنة..والإجابة يمكن إيجازها في أن ارتداء النقاب مسئولية على من قررت المضي قدما في هذا السبيل فهي أمام معترك حياتي يرفض الستر والتدين بل ويعتبره تطرفا وإرهابا(ومن يتّق الله يَجْعَل لَهُ مَخْرجاً. ويَرْزُقَهُ من حيث لا يَحْتَسب) [سورة الطلاق: 2 ـ 3]. ،عوضا عن ذلك لابد و أن تعطي العباءة تلك حقها في النجاح والانفتاح الحقيقي لا المزعوم.ودعونا لا ننسى الحديث الشريف عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: ما من عبد ترك شيئاً لله إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، ولا تهاون به عبد فأخذ من حيث لا يصلح إلا أتاه الله بما هو أشد عليه.
صدقا لقد استطاع النقاب أن يضعني أمام جملة من التفاصيل التي تجبرك على التحميد وتلبسك نوعا من الاعتقاد والورع والزهد فتصبح حينها مترفعا عن كل الأشياء التي لا طائلة لها بسعادتك ونجاحك..أعطاني نوعا من التخاطب الروحي الذي أصبح وقودا لا ينتهي في مركبة الكفاح السائرة على النهج الإسلامي السليم فزاد حماسي وإنتاجي .
- يبدوا أنني استعرضت أعلاه الحكمة منه ولكن لن أتوقف هنا هل تعلم عزيزي القارئ أن النقاب يقي من الفيروسات التي من الممكن أن تدخل عبر الأنف و البلعوم !! ففي دراسة علمية مؤخرا توصل طبيب كندي لكون النساء في المملكة العربية السعودية اقل إصابة بسرطان الأنف والبلعوم مقارنة بالرجال. ورأى رئيس قسم العلاج بالإشعاع في مستشفى الملك عبد العزيز آل سعود أن النقاب يقي من العدوى في الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي...
- إن في ارتداء النقاب احتراما للذات من دسها في الخطايا وتكريما لها وايقاعا للشيطان في مصيدة الرذيلة وإعلانا مسموعا بالرغبة الملحة للوصول بالنفس إلى مراتب الفضيلة كما انه رادع قوي عن الشهوات والفتن وللأمر أبعاد نفسية كذلك تمحور مادية الفعل إلى تقوية وشائج الانتماء لهذا الدين والذي بدوره يخيف المشركين بل ويرعبهم ..كما يحتم علينا القول إن العادة الاجتماعية تختلف هنا عن الفعل القائم عن قناعة راسخة بدعوة الدين لهكذا أمر فان كان ارتدؤوه عادة لم يمثل كل تلك الأمور ولم يغرسها في نفس المعتادة بل إن الساقطين قد يغررون بها فتسقط هاوية .!!! كما انه صرخة مدوية في وجه الفواحش والعري والابتذال فنحن أغنياء عن هذا ومترفعون..كما انه يضفي لشخص المرأة قيمة اكبر واجل فهي غالية لا يستطيع ايا من كان التمتع بالنظر الى تقاسيم وجهها المتقد بالحياة.. حسنا تعالوا ننظر للامر من زاوية اخرى هل لبس النقاب من شروط الزي الإسلامي للمرأة؟ بحثت عن جواب صريح لذلك السؤال فوجدت الإجابة المتمثلة في مفهوم الحجاب والتي سأستعرضها في الحلقة 2 من المقالة.
- اخيرا / وحده النقاب يشحن الألباب بالخشية ويستحضر المواقف المنتشية بحب الله
- إن النقابَ وإن أبَــيْتُمْ ــــــــــــــ من خِلال المؤمــــــــناتْ
هَلاَّ سمعتمْ نـــــــهيهُ ــــــــــــــ عنِِ انتقابِِ المُحرمــــاتْ
ماذاك إلا أنـــــــــهنَّ ـــــــــــــ فى حِلِّهـــــــنَّ ساتــــــراتْ .
-
- ..يتبع / أمل السعيدي
( المقالة القادمة تتناول محور قبول المنظومات المجتمعية للنقاب ، دور المنقبة في الكفاح عن مكانتها الاجتماعية ، اشتراط النقاب في الزي الاسلامي ومحاور اخرى باذن الله )
* لا اعرف قائل الابيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق