الأحد، أكتوبر 09، 2011

اهداء لكل عماني مقهور !!!!!!


المزرعة الأفلاطونية ...

 في لحظة مباغتة جدا بعد الحكم على احد أصوات الحرية في عمان بالوأد والقصاص وجدتني أشاهد بل أتحسس مساحة متقاطعة جداً بين أسطورة أحفظها وواقع يزداد اهتراءاً يوما بعد الأخر ، لأدرك أن حضرة أفلاطون يعي جداً ما يقول بل وهو بكل شرف عرف وطني عن قرب واستطاع أن يجد النعوت المناسبة بل وبلغة الفلسفة وجد المثل والرموز الدقيقة ليصف ماهيات وطن منفي عن العالم القريب يقبع تحت مظلة اسمها العزلة تغيرت بقدرة قادر إلى (حكمة) ..
يحق لي أن أتباهى أن أفلاطون ينتمي لذات "الوطن" الذي ترعرعت فيه ، كيف لا وهو من سرد قصة أولئك السجناء الذين يديرون ظهورهم لذلك الشق الذي يكاد يكون باباً في احد كهوف الكون ، ومن يستطيع أن ينكر أن عمان تتميز بتنوع تضاريسي كبير لتكثر فيها الكهوف لكن أن تكون هي كهفاً هنا المفارقة العجيبة بل والتي تستدعي التأمل !!  وفي حين أن الشمس تصدح في الخارج بأفكار الخير وتتزاحم في الأجواء جزيئات الاوكجسين التي تملأ رئتيك بإكسير الحياة ، تبقى مصرأ على عدم المجازفة بل انك لا تكلف نفسك عناء التفكير بها وكأن الكهف هو الجنة التي ستحميك من نسور السماء التي ستلتقطك من عنقك لتنهش في لحمك القمحي  الهزيل حتى تشبع !!!
وأخيراً قرر من آمن بحاءات تركي الدخيل الثلاث : الحب ، الحياة ، الحرية ان يغامر بخروجه من الكهف لأنه سأم من الظلام و الشلل !! وقرر أن يكون جريئا في التعامل مع الحياة الجديدة وفجأة علت أصوات من استهجن هذه الخطوة ، - ومن سيفعل ذلك سوى من أصر على أن ينكفئ على نفسه –مستنكراً شغف ثلة من المفكرين والتنويريين ، ما أغضبني في قصة أفلاطون انه بدا لي بائعا لذمته وفكره ففي أسطورته حكى ما حكى عن مرحلة الخروج من عنق الزجاجة أي الكهف إلى النور وعن الفرق الكبير الذي قاسه المغامر بين المحطتين ، ليبدوا شكل قاطني الكهف داعيا للسخرية والشفقة في حين ان الحقيقة في وطني أن الكهف لم يفتح بابه يوما رغم مساعي الناشطين السياسيين والحقوقيين بل وحتى رغبة بعض الشباب الطامح والمثقف ومع أول محاولة زاد أحكام قفل مدخل الكهف و علت  أهازيج العزاء في الوسط الشعبي الذي لا يجد ملاذاً للتنفيس عن الاحتقان الذي تولد إزاء هذا القمع تجاه صرخة واحدة ليس إلا.. لننتهي إلى قاعدة يجب ان يعيها كل من على هذه (الأرض) ، قدس وابحث لك عن طبل حتى تعيش في كينونة لا تمسها أسوار الحديد ولا تفوح منها رائحة العدس !!!
ونحن بدورنا نصر على إننا لن نسمح بكل هذه الترهات ، لأنه لابد وان نكون على قدر كافِ من الشجاعة لمواجهة كل أنواع الاضطهاد ولسان حالنا يقول (هو لن يسمح بمصادرة الفكر ) وطاعة ولي الأمر تستلزم منا الأخذ بشعارات سوقت في مجتمعنا من اجل ان يكون أفضل !! أليس كذلك .؟؟
سئمنا من البحث عن تعريفات للوطن ونود ان نصيغ بأنفسنا تعريفا جديداً يناسب عمان الجديدة التي نطمح إليها ، تعريفا لا يمسه غبار الأربعين سنة الماضية ، نريد أن نشرك النفط  والغاز والمعادن والسياحة والثروة السمكية في مفهومنا الجديد ، لا استطيع انا كاتبة هذا المقال ان اقتات يوميا على تعريف قرأته لعبد الرحمن منيف : ( ما هو الوطن ؟ الأرض؟ التلال الجرداء ؟ العيون القاسية  التي ينصهر منها الحقد والرصاص وكلمات السخرية ؟ الوطن ان يجوع الانسان ؟ ان يتيه في الشوارع يبحث عن عمل ووراءه المخبرون).. ويؤسفني ان أزف للمقدسين خبر عدم ابتياعي لهذا الكتاب من سلطنتهم التي يتشدقون بها وهم يعمهون فمن لا يدري فليعلم ان لا مكتبة في وطني !!! ... وأخيرا : للحظة مؤسفة أخرى قررت ان ( ابرد فوادي واتواطىء) لكن الذات العمانية الشجاعة تأبى إلا ان يكون لها كامل حقوقها حتى تجد متسعاً فيما بعد للأحلام ...
..........................................................................................................................................
متى يعود اليَ؟!!!
ثمة اوطان فقيرة 
خزعبلات تسيرها في دهاليز مظلمة
تعلمك ان تصمت وانت في المهد
وترى في نطقك عيبا
فيها تتلعثم في الكلام
وانفعالاتك خروج عن المألوف وردة..
مسافة بين الوطن والمواطن ..
تتمرد على صمتك فانت جاحد
وان صمت فأنت تبيع ارضك بثمن بخس!!
وطني مصادر
وطني مسروق
مشكلة وطني في انسانه 
" يظن بانه المحسن الكبير في صمته"
ثمة اوطان مسروقة 
ثمة اوطان مصادرة
ثمة اوطان مجروحة
ثمة انسان مكتئب فهناك قد انتحر وطنه!!!

.... أمل بنت عامر السعيدي

هناك تعليقان (2):

  1. سلمت أناملك ولله درك يا أمل
    شكرا على الإهداء

    ردحذف
  2. بالفعل جبتيها عالجرح !!
    قلمك عجيب وغريب
    أحبه بس أكرهه
    لني لسة أريد أطلع من قوقعة الأكاذيب إلى الحياة شوي شوي
    لكن قلمك يخرجني بقوة
    وههه بخبر دكتوري إنه أفلاطون مو يوناني
    عماني وبشرف !! >.< وعندي كل الأدلة فهذي المدونة!!

    ردحذف