في ليلة مهيبة كهذه التي احياقررتُ ان ابتاع الأماني من بائع متجولٍ في البلاد يدعى : الحلم
،،،
لبثتُ دهراً دونما أمنيات ، تمسحُ على شعري الداكن وتحكي لي قصة ما قبل النوم!
وآمنتُ اني اعيش الزمان كما هو بكل ما اوتي من جبروتٍ وتصاريف!، بمساحاته الشاسعة وجوه اللطيف !
فيما أنا اعرابيٌ نصب خيمته في البيد!
واسترسل ينشدُ الماء ومعانقة الواحات!
كما هي الحياة ضيقة وصغيرة حتى اشعرَ انني بدينٌ بما يكفي ليتمزق ثوبي!
و اي ثوبٍ اخترت؟!
مقيدٌ بسلاسل ثقيلة صنعتها بتعجرفي! وسوء فعلي!
وكنتُ اقرأُ في كل مرة : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
وكنت في كل مرة لا افقه!
وبعدُ يا سادة يا كرام!
لم أكن اجيد سوى اللعن! حتى اعتاد لساني على قول الزور واضطهاد المكرمات!
ولم ابصر! فغشاوةٌ سوداء لفت مقلتاي! فكان وجودهما كالعدم!
واليوم ما انا بصانع؟!
قررتُ ان اصبحَ رجلاً مستقيماً لا احدب!
اهذبُ قولي ! واثري بصيرتي!
سأغازل الحياة التي اريد والتي هي ابعدُ من حدود علبة الشطرنج التي اعلم!
فإن رجلاً عجوزاً لقاني عند الاطلال وراح بحلوِ حديثه يغني :
انا ما زلتُ شاباً ، كل ما في الأمر ان الشعر الابيض كسا ذقني!
لكن يهمني انني ما زلتُ امتلك الشعر!
وما زلت مبصراً ادرك الالوان واعي التغيير !
فإن هرمت ، سرقني الشيب والعمى وفقد العقل!
جبتُ الحياة من الالف الى الياء ! ولم اكن اتقوقع في بياتٍ شتوي ابدي ، وافضي الى مضاجعة الحسرة !
ومن قال ان الحظ حقيقة لم أصدقه القول! ونهرتُ كذبه وفظاظة كلمه!
فإن الرزق مقسوم بالتساوي! والعدلُ سمة الخالق!
من قال ان ثرياً يهنأُ بعيشه دون منغصات!
من كذب ان فقيراً لا يجدُ الدفء..
مأوى الجميع يا ولدي ترياق واحد وليتنافس عليه المتنافسون!
وكنتُ يا بني اسابقُ الريح انا وابناءُ جلدتي اليه!
فقضى الاولون نحبهم ومن خلفي طابورٌ طويل لهو ببطونهم الخاوية وبنوا جحراً في صدر شجرة زيتون عملاقة! وما الجحر ذاك سوى كهف!
وان شبعوا جاعوا من جديد! وان اكلوا طلبوا المزيد!
فيما أنا وماعوني فارغ قررتُ ان اتابع المسير!
ليالٍ فسنون..
،،،،
تحمستُ لقول العجوز فقلت: دلني يا شيخُ عليه؟
قال: وهل ستحفظ الامانة يا ولدي ان وجدت ما ستجد؟
وهل ستتصدق بشيء منه الى العالمين!
وهل ستلقى شاباً آخر عند ارضٍ صفراء لا ثمر فيها ولا حور! فتهديه الخارطة وقنديلاً يعينه على بناء سفينه!
اجبت: اي سفينة يا شيخ! وانا لا ارى البحر مني قريب!
فإستئناف اغنيته وقال: بعد ان تجده ستعرف ان العالم اكبر من أن يكون بيضة!
ستمتلك يختاً كبيراً لرحلات البحر الرائعة ، وقصراً في السهل يغنيك عن الخيام!
ويحك يا طفلاً لم ينضجُ بعد أما زلت متردداً عن السؤال؟
- بلى يا عم!
- هو " الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبُ" يا ولدي لا يجنيه سوى الاشقياء فينعمون براحةِ يديه اشدما نعيم!
قاعدةُ الدين ومنهج الاتقياء! ديدن الصالحين وعين المبصرين!
،،،
هو الحبُ اذاً ، لغةٌ لا يفهمها سوى من سعى ولا يفُلحُ في الحياة من استعاظ بماله وصيته او حتى وهنهِ بمترجم!
وحدهما الجوع والجفاف يربيان الظافر به!
كن متعباً اليوم لتهنأ غداً!
والغدُ هو الغد!
ولا يمكن ان يكون اليوم امساً!فلا تؤجل ولا تغفل!..
...........
يتبع /
أمل السعيدي / 2/1/2012
ما زلتُ صغيرة ولن اهرم فالحبُ ديدن الخالدين!